المطران ابراهيم في عيد القديسة بربارة : لنؤمن بأن الغد يحمل لنا وعدًا جديدًا، بأن الرب لن يترك شعبه

المطران ابراهيم في عيد القديسة بربارة : لنؤمن بأن الغد يحمل لنا وعدًا جديدًا، بأن الرب لن يترك شعبه

احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بالذبيحة الإلهية في كنيسة القديسة بربارة في زحلة لمناسبة عيد شفيعة الرعية القديسة بربارة بمشاركة كاهن الرعية الأب جاورجيوس شبوع والأب ايلياس ابراهيم بحضور رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب وعقيلته، مدير عام العلاقات الخارجية في مجلس النواب كريستين زعتر معلوف، القاضي ايلي معلوف، المختار ربيع مسلم، المهندس ريمون زغيب والصناعي المهندس وسيم رياشي وحشد كبير من ابناء الرعية والمؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران ابراهيم عظة هنا فيها الجميع بعيد شفيعة الرعية القديسة بربارة، داعياً الى ألإقتداء بفضائلها ومما قال :
” أحبائي أبناء رعية القديسة بربارة المباركة،
أحييكم وأحيي قدس الأب جورجيوس شبوع، كاهن هذه الرعية المباركة، على نشاطه وتفانيه في خدمتها، وأتمنى لكم وله دوام القوة والنِعم.
ونحنُ إذ نلتقي اليوم في هذه الكنيسة العريقة لنحتفل معًا بالذبيحة الإلهية في ظل بهائها، نطلب بركة الرب ونستذكر معكم سيرة شفيعتكم القديسة بربارة، التي كانت نموذجًا في الإيمان والشجاعة والثبات في وجه التجارب.”
واضاف” إن القديسة بربارة عاشت في عصر مليء بالاضطهاد والظلم. عندما اختارت الإيمان بالمسيح، لم يثنها بطش البرابرة ولا تهديداتهم. لقد دمروها جسديًا، لكن روحها بقيت صامدة وقوية. أمام تهديد الموت، لم تهتز بربارة، بل واجهته بإيمان عظيم. لقد أدركت أن حياتها الأرضية ليست سوى مرحلة عابرة، وأنها ستنال الحياة الأبدية مع المسيح. استشهدت على يد والدها نفسِه، الذي قُتل لاحقًا بضربة صاعقة من السماء، علامةً على عدالة الله: من يأخذنا اليوم بالسيف فإنه بالسيف سيؤخذ. وشجاعة بربارة هي دعوة لنا نحن المسيحيين لنتمثل بها، فنحن أيضًا نعيش في منطقة تعصف بها الصراعات والحروب والانقسامات. القديسة بربارة تعلمنا أن الحياة في المسيح تعني التمسك بالإيمان مهما اشتدت التجارب.”
وتابع سيادته ” نحن كمسيحيين في لبنان وفي الشرق عامةً نشبه القديسة بربارة في معاناتها. نواجه اليوم تحديات جسيمة تهدد وجودنا وهويتنا. نشهد دمارًا وانقسامات في منطقتنا، كما واجهت بربارة برابرة أرادوا أن يطمسوا إيمانها. لكن، علينا أن نستمد القوة من مثالها، فكما كانت بربارة نورًا مشعًا في الظلام، نحن أيضًا مدعوون لنكون شهودًا حقيقيين للمسيح في هذه الأرض المباركة.
عندما نرى لبنان الحبيب ومدينتنا الغالية زحلة يعانيان من أزمات، قد نشعر بالإحباط. لكن، إيماننا المسيحي يعلمنا أن الرب يسير معنا في وسط العواصف. علينا أن نبقى ثابتين في إيماننا، متكلين على عناية الله التي لا تخذلنا أبدًا.”
واردف قائلاً ” كما أن القديسة بربارة قدمت حياتها ذبيحة حب للمسيح، نحن أيضًا مدعوون لتقديم صلواتنا وأعمالنا من أجل سلام بلدنا وازدهاره. لنرفع قلوبنا في هذه الذبيحة الإلهية ونتضرع إلى الله أن يصون لبنان، ويحمي أبرشيتنا الحبيبة وبقاعنا العزيز، ويمنحنا القوة لنكون علامة رجاء وسلام في هذا العالم.
أيها الأحبة، رغم الصعوبات والتحديات التي نعيشها، يدعونا إيماننا المسيحي لننظر إلى الأمام بأمل ورجاء. كما أشرق نور المسيح في حياة القديسة بربارة رغم العتمة التي أحاطت بها، هكذا سيشرق نور الله في حياتنا وفي وطننا.”
وختم المطران ابراهيم ” لنؤمن بأن الغد يحمل لنا وعدًا جديدًا، بأن الرب لن يترك شعبه، وبأن لبنان، رغم كل ما يعانيه، سيقوم من كبوته بقوة أبنائه المخلصين وببركة الله. فلنحمل هذا الأمل في قلوبنا ولنزرعه في حياة أولادنا، لأن إيماننا بالمسيح هو ضمانة لغد أفضل، ولأن محبتنا لأرضنا تجعلنا نعمل بلا كلل لتحصين إيماننا ونهضة كنيستنا وصحوة وطننا الحبيب من كبوة الأسقام.
نرفع صلواتنا معًا، واثقين أن من يحمل الإيمان في قلبه، لا يعرف اليأس. آمين.”
وبعد القداس التقى المطران ابراهيم الحضور في صالون الرعية وتبادل معهم التهاني بالعيد.

No widgets found. Go to Widget page and add the widget in Offcanvas Sidebar Widget Area.